نام تفسیر :تفسیر المیزان شماره جلد :2 نام مفسر :علامه سید محمد حسین طباطبایی
شماره صفحه :334  
مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون " الانبياء - 28، فالظاهر ان ضمير الجمع الغائب راجع إلى الشفعاء الذي تدل عليه الجملة السابقة معنى فعلمه تعالى بما بين ايديهم وما خلفهم كناية عن كمال احاطته بهم، فلا يقدرون بواسطة هذه الشفاعة والتوسط المأذون فيه على انفاذ امر لا يريده الله سبحانه ولا يرضى به في ملكه، ولا يقدر غيرهم ايضا ان يستفيد سوئا من شفاعتهم ووساطتهم فيداخل في ملكه تعالى فيفعل فيه ما لم يقدره. وإلى نظير هذا المعنى يدل قوله تعالى: وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا " مريم - 64، وقوله تعالى: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد ابلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا " الجن - 28، فإن الآيات تبين إحاطته تعالى بالملائكة والانبياء لئلا يقع منهم ما لم يرده، ولا يتنزلوا إلا بأمره، ولا يبلغوا إلا ما يشائه. وعلى ما بيناه فالمراد بما بين أيديهم: ما هو حاضر مشهود معهم، وبما خلفهم: ما هو غائب عنهم بعيد منهم كالمستقبل من حالهم، ويؤل المعنى إلى الشهادة والغيب. وبالجملة قوله: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، كناية عن إحاطته تعالى بما هو حاضر معهم موجود عندهم وبما هو غائب عنهم آت خلفهم، ولذلك عقبه بقوله تعالى: ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء، تبيينا لتمام الاحاطة الربوبية والسلطة الالهية أي إنه تعالى عالم محيط بهم وبعلمهم وهم لا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء. ولا ينافي إرجاع ضمير الجمع المذكر العاقل وهو قوله " هم " في المواضع الثلاث إلى الشفعاء ما قدمناه من ان الشفاعة أعم من السببية التكوينية والتشريعية، وأن الشفعاء هم مطلق العلل والاسباب، وذلك لان الشفاعة والوساطة والتسبيح والتحميد لما كان المعهود من حالها انها من أعمال أرباب الشعور والعقل شاع التعبير عنها بما يخص أولي العقل من العبارة. وعلى ذلك جرى ديدن القرآن في بياناته كقوله تعالى: " وان من شئ ألا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " الا سراء - 44، وقوله تعالى: " ثم( 334 )
نام تفسیر :تفسیر المیزان شماره جلد :2 نام مفسر :علامه سید محمد حسین طباطبایی
شماره صفحه :335  
استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها ولارض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " فصلت - 11، إلى غير ذلك من الآيات. وبالجملة قوله: ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء، يفيد معنى تمام التدبير وكماله، فإن من كمال التدبير أن المدبر (بالفتح) بما يريده المدبر (بالكسر) من شأنه ومستقبل أمره لئلا يحتال في التخلص عما يكرهه من أمر التدبير فيفسد على المدبر (بالكسر) تدبيره، كجماعة مسيرين على خلاف مشتهاهم ومرادهم فيبالغ في التعمية عليهم حتى لا يدروا من أين سيروا، وفي أين نزلوا، وإلى أين يقصد بهم. فيبين تعالى بهذه الجملة ان التدبير له وبعلمه بروابط الاشياء التي هو الجاعل لها، وبقية الاسباب والعلل وخاصة أولوا العلم منها وإن كان لها تصرف وعلم لكن ما عندهم من العلم الذي ينتفعون به ويستفيدون منه فإنما هو من علمه تعالى وبمشيته وإرادته، فهو من شئون العلم الالهي، وما تصرفوا به فهو من شئون التصرف الالهي وانحاء تدبيره، فلا يسع لمقدم منهم أن يقدم على خلاف ما يريده الله سبحانه من التدبير الجاري في مملكته ألا وهو بعض التدبير. وفي قوله تعالى: ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء، على تقدير ان يراد بالعلم المعنى المصدري أو معنى اسم المصدر لا المعلوم دلالة على ان العلم كله لله ولا يوجد من العلم عند عالم إلا وهو شئ من علمه تعالى، ونظيره ما يظهر من كلامه تعالى من اختصاص القدرة والعزة والحياة بالله تعالى، قال تعالى: " ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا " البقرة - 165، وقال تعالى: " أيبتغون عندهم العزة فإن العزه لله جميعا " النساء - 139، وقال تعالى: " هو الحي لا اله الا هو " المؤمن - 65، ويمكن ان يستدل على ما ذكرناه من انحصار العلم بالله تعالى بقوله: " انه هو العليم الحكيم " يوسف - 83، وقوله تعالى: " والله يعلم وانتم لا تعلمون " آل عمران - 66، إلى غير ذلك من الآيات، وفي تبديل العلم بالاحاطة في قوله: ولا يحيطون بشئ من علمه، لطف ظاهر. قوله تعالى: وسع كرسيه السموات والارض، الكرسي معروف وسمي به لتراكم بعض اجزائه بالصناعة على بعض، وربما كني بالكرسي عن الملك فيقال: كرسي( 335 )
نام تفسیر :تفسیر المیزان شماره جلد :2 نام مفسر :علامه سید محمد حسین طباطبایی
شماره صفحه :334  
مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون " الانبياء - 28، فالظاهر ان ضمير الجمع الغائب راجع إلى الشفعاء الذي تدل عليه الجملة السابقة معنى فعلمه تعالى بما بين ايديهم وما خلفهم كناية عن كمال احاطته بهم، فلا يقدرون بواسطة هذه الشفاعة والتوسط المأذون فيه على انفاذ امر لا يريده الله سبحانه ولا يرضى به في ملكه، ولا يقدر غيرهم ايضا ان يستفيد سوئا من شفاعتهم ووساطتهم فيداخل في ملكه تعالى فيفعل فيه ما لم يقدره. وإلى نظير هذا المعنى يدل قوله تعالى: وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا " مريم - 64، وقوله تعالى: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد ابلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا " الجن - 28، فإن الآيات تبين إحاطته تعالى بالملائكة والانبياء لئلا يقع منهم ما لم يرده، ولا يتنزلوا إلا بأمره، ولا يبلغوا إلا ما يشائه. وعلى ما بيناه فالمراد بما بين أيديهم: ما هو حاضر مشهود معهم، وبما خلفهم: ما هو غائب عنهم بعيد منهم كالمستقبل من حالهم، ويؤل المعنى إلى الشهادة والغيب. وبالجملة قوله: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، كناية عن إحاطته تعالى بما هو حاضر معهم موجود عندهم وبما هو غائب عنهم آت خلفهم، ولذلك عقبه بقوله تعالى: ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء، تبيينا لتمام الاحاطة الربوبية والسلطة الالهية أي إنه تعالى عالم محيط بهم وبعلمهم وهم لا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء. ولا ينافي إرجاع ضمير الجمع المذكر العاقل وهو قوله " هم " في المواضع الثلاث إلى الشفعاء ما قدمناه من ان الشفاعة أعم من السببية التكوينية والتشريعية، وأن الشفعاء هم مطلق العلل والاسباب، وذلك لان الشفاعة والوساطة والتسبيح والتحميد لما كان المعهود من حالها انها من أعمال أرباب الشعور والعقل شاع التعبير عنها بما يخص أولي العقل من العبارة. وعلى ذلك جرى ديدن القرآن في بياناته كقوله تعالى: " وان من شئ ألا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " الا سراء - 44، وقوله تعالى: " ثم( 334 )
نام تفسیر :تفسیر المیزان شماره جلد :2 نام مفسر :علامه سید محمد حسین طباطبایی
شماره صفحه :335  
استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها ولارض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " فصلت - 11، إلى غير ذلك من الآيات. وبالجملة قوله: ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء، يفيد معنى تمام التدبير وكماله، فإن من كمال التدبير أن المدبر (بالفتح) بما يريده المدبر (بالكسر) من شأنه ومستقبل أمره لئلا يحتال في التخلص عما يكرهه من أمر التدبير فيفسد على المدبر (بالكسر) تدبيره، كجماعة مسيرين على خلاف مشتهاهم ومرادهم فيبالغ في التعمية عليهم حتى لا يدروا من أين سيروا، وفي أين نزلوا، وإلى أين يقصد بهم. فيبين تعالى بهذه الجملة ان التدبير له وبعلمه بروابط الاشياء التي هو الجاعل لها، وبقية الاسباب والعلل وخاصة أولوا العلم منها وإن كان لها تصرف وعلم لكن ما عندهم من العلم الذي ينتفعون به ويستفيدون منه فإنما هو من علمه تعالى وبمشيته وإرادته، فهو من شئون العلم الالهي، وما تصرفوا به فهو من شئون التصرف الالهي وانحاء تدبيره، فلا يسع لمقدم منهم أن يقدم على خلاف ما يريده الله سبحانه من التدبير الجاري في مملكته ألا وهو بعض التدبير. وفي قوله تعالى: ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء، على تقدير ان يراد بالعلم المعنى المصدري أو معنى اسم المصدر لا المعلوم دلالة على ان العلم كله لله ولا يوجد من العلم عند عالم إلا وهو شئ من علمه تعالى، ونظيره ما يظهر من كلامه تعالى من اختصاص القدرة والعزة والحياة بالله تعالى، قال تعالى: " ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا " البقرة - 165، وقال تعالى: " أيبتغون عندهم العزة فإن العزه لله جميعا " النساء - 139، وقال تعالى: " هو الحي لا اله الا هو " المؤمن - 65، ويمكن ان يستدل على ما ذكرناه من انحصار العلم بالله تعالى بقوله: " انه هو العليم الحكيم " يوسف - 83، وقوله تعالى: " والله يعلم وانتم لا تعلمون " آل عمران - 66، إلى غير ذلك من الآيات، وفي تبديل العلم بالاحاطة في قوله: ولا يحيطون بشئ من علمه، لطف ظاهر. قوله تعالى: وسع كرسيه السموات والارض، الكرسي معروف وسمي به لتراكم بعض اجزائه بالصناعة على بعض، وربما كني بالكرسي عن الملك فيقال: كرسي( 335 )
البقرة
﴿255﴾
خداست كه معبودى جز او نيست زنده و برپادارنده است نه خوابى سبك او را فرو مىگيرد و نه خوابى گران آنچه در آسمانها و آنچه در زمين است از آن اوست كيست آن كس كه جز به اذن او در پيشگاهش شفاعت كند آنچه در پيش روى آنان و آنچه در پشتسرشان است مىداند و به چيزى از





